الاثنين، 19 أبريل 2010

نَحْن نَرْمِي بِالْأَفْكَار الْكَبِيْرَة وَالْأَحْلَام الْرَّائِعَة


الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه


مِقْلَاة صَغِيْرَة وَسَمَكَة كَبِيْرَة


يُرْوَى أَن صَيَّادَا كَان الْسَّمَك يُعَلِّق بِصْنَارَتِه (بِسَنَّارَتِه)بِكَثْرَة. وَكَان مَوْضِع حَسَد بَيْن زُمَلَائِه الْصَّيَّادِين..

وَذَات يَوْم, اسْتَشَاطُوا غَضَبَا عِنْدَمَا

لَاحِظُوا أَن الْصَّيَّاد الْمَحْظُوظ يَحْتَفِظ بِالْسَّمَكَة الْصَّغِيْرَة وَيَرْجِع الْسَّمَكَة الْكَبِيرَة إِلَى الْبَحْر، عِنْدَهَا صَرَخُوْا فِيْه >>

"مَاذَا تَفْعَل: هَل أَنْت مَجْنُوْن لِمَاذَا تَرْمِي الْسَّمَكَات الْكَبِيْرَة؟


عِنْدَهَا أَجَابَهُم الْصَّيَّاد "لِأَنِّي أَمْلِك مِقْلَاة صَغِيْرَة"

قَد لانُصِدّق هَذِه الْقِصَّة



لَكِن لِلْأَسَف نَحْن نَفْعَل كُل يَوْم مَا فَعَلَه هَذَا الْصَّيَّاد


نَحْن نَرْمِي بِالْأَفْكَار الْكَبِيْرَة وَالْأَحْلَام الْرَّائِعَةوَالِاحْتِمَالَات الْمُمْكِنَة لنَجَاحُنا خَلَف أَظْهُرِنَا عَلَى أَنَّهَا أَكْبَر مِن عُقُوْلِنَا وَإِمَكَانِيْتِنا:

–كَمَا هِي مِقْلَاة ذَلِك الْصَّيَّاد


هَذَا الْأَمْر لَا يَنْطَبِق فَقَط عَلَى الْنَّجَاح الْمَادِّي, بَل أَعْتَقِد أَنَّه يَنْطَبِق عَلَى مَنَاطِق أَكْثَر أَهَمِّيَّة نَحْننَسْتَطِيْع أَن نُحِب أَكْثَر مِمَّا نَتَوَقَّع,

أَن نَكُوْن أَسْعَد مِمَّا نَحْن عَلَيْه أَن نَعِيْش حَيَاتُنَا بِشَكْل أَجْمَل وَأَكْثَر فَاعِليَّة مِمَّا نَتَخَيَّل


يُذَكِّرُنَا أَحَد الْكِتَاب بِذَلِك فَيَقُوْل: أَنْت مَا تُؤْمِن بِه لِذَا فَكَّر بِشَكْل أَكْبَر, احْلَم بِشَكْل أَكْبَر, تُوَقِّع نَتَائِج أَكْبَر, وَادْع الْلَّه أَن يُعْطِيَك أَكْثَر



مَاذَا سَيَحْدُث لَو رَمَيْت بِمِقُّلاتِك الْصَّغِيْرَة الَّتِي تَقِيّس بِهَا أَحْلَامَك وَاسْتَبْدَلَت بِهَا وَاحِدِة أَكْبَر؟


مَاذَا سَيَحْدُث لَو قَرَّرْت أَن لَا تَرْضَى بِالْحُصُوْل عَلَى أَقَل مِمَّا تُرِيْدُه وَتَتَمَنَّاه؟


مَاذَا سَيَحْدُث لَو قَرَّرْت أَن حَيَاتِك يُمْكِن أَن تَكُوْن أَكْثَر فَاعِلِيَّة وَأَكْثَر سَعَادَة مِّمَّا هِي عَلَيْه الْآَن؟

مَاذَا سَيَحْدُث لَو قَرَّرْت أَن تَقْتَرِب مِن الْلَّه أَكْثَر وَتَزْدَاد بِه ثِقَة وَأَمَلَا ؟

مَاذَا سَيَحْدُث لَو قَرَّرْت أَن تَبْدَأ بِذَلِك الْيَوْم؟



وَلَا نَنْس حَدِيْث الْنَّبِي مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم

قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ..

إِذَا سَأَلْتُم الْلَّه فَاسْأَلُوْه الْفِرْدَوْس الْأَعْلَى﴾"

وَلَكِن قَد يَتَبَادَر إِلَى الْذِّهْن هَذَا الْتَسَاؤُل


وَلَكِن مَاذَا لَو بِالْفِعْل اسْتَبْدَلْنَا مِقَلاتِنا بِمِقْلاة اكْبَر ثُم لَم نَجِد سُمْكُا بِحَجْم مِقَلاتِنا


هَل تَعْتَقِد أَن الْسَّمَك الْصَّغِيْر سَيَكُوْن لَه طَعْم فِي تِلْك الْمِقْلاة الْكَبِيْرَة؟


كَلَامِي لَيْس سَلْبِي وَلَا أَحَب أَن اطْرَح شَيْئا يَحْمِل نَوْعَا مِن الْتَّشَاؤُم

وَلَكِن مَاذَا يَفْعَل صَيَّاد صَغِيْر لَدَيْه مِقْلَاة كَبِيْرَه لَم تَر سِوَى صِغَار صِغَار الْسَّمَك,

رَغْم تَفَاؤُلِه كُل صَبَاح وَهُو ذَاهِب لِصَيْد

وَتَفَاؤلِه أَيْضا عِنْد رُجُوْعِه وَلَيْس بِحَوْزَتِه سِوَى سَمَكَات صَغِيْرَة

فَعَل كُل مَا بِوُسْعِه غَيْر الْبُحَيْرَة وَالصِنَارَة و ..... وَفِي الْأَخِير نَفْس الْنَّتِيجَة


هَل يَظَل يَمْشِي وَرَاء تَفَاؤُل مُظْلِم ؟؟

ام يَنْهَزِم وَيَصْغُر مِقْلَاتِه؟؟


وَالْجَوَاب:

وَاحِدَة مِن أَهَم الْحَقَّائِق الَّتِي وُصِل إِلَيْهَا عِلْم الْنَّفْس فِي عَصْرِنَا أَن الْإِنْسَان لَدَيْه الْقُدْرَة عَلَى أَن يَعِيْش الْحَيَاة :

الَّتِي يُرِيْدُهَا هُو لَدَيْنَا الْقُدْرَة أَن نَعِيْش كَمَا نَشَاء.. وَالْخَطْوَة الْأُوْلَى هِي الْحُلُم..


لَنَا الْحَق أَن نَحْلُم بِمَا نُرِيْد أَن نَكُوْنَه وَبِمَا نُرِيْد أَن نُنْجِزُه .الْحُلْم الْكَبِيْر سَيَضَع أَمَامَنَا أَهْدَافَا وَهَذِه الْخُطْوَة الْثَّانِيَة..


هَدَف يَشْغَلُنَا صَبَاح مَسَاء لِتَحْقِيْقِه وَانْجَازِه



لَيْس لَنَا عُذْر..


هُنَاك الْعَشَرِات مِن الْمُقْعَدِين وَالضُّعَفَاء حَقَّقُوا نَجَاحَات مُذْهِلَة ..


هُنَاك عَاهَة وَاحِدَة فَقَط قَد تَمْنَعْنَا مِن الْنَّجَاح وَالْتَّفَوُّق وَتَحْوِيْل التَّفَاؤُل إِلَى وَاقِع..


هَل تَوَد مَعْرِفَتِهَا ..

إِنَّه الْحِكَم عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْفَشَل وَالْضَّعْف وَانْعِدَام الْقُدْرَة


الْصَّيَّاد الَّذِي لَا يَجْنِي إِلَا الْسَّمَكَات الْصَّغِيْرَة لَا بُد أَن يَتَّخِذ خُطْوَة إِيْجَابِيَة..


أَن يُغَيِّر مَكَان الِاصْطِيَاد أَن يُسْتَخْدَم صِنَّارَة أُخْرَى أَن يَتَخَيَّر وَقْتَا آَخَر



التَّفَاؤُل وَحْدَه لَا يُغْنِي وَلَا يُسْمِن ..


لَكِن الْتَّشَاؤُم هُو الْقَاتِل الَّذِي أَجْرَم فِي حَق عَشَرَات مَن الْشَبَاب وَالْشَّابَّات الَّذِيْن نَرَاهُم هُنَا وَهُنَاك تَعْلُوْهُم نَظْرَة الْحَيْرَة وَالْيَأْس .



آَنــــا لَآمِنْهَآ ضَآقَت دَنِيـآَي ذگرَت الْلَّه وَقُلْت :


" عَظِيْم الِشِّآن يُفَرِّجُهـآ "



مما راقـــــ لي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق